القصة الخامسة بعنوان ( لعنة القصر )
كعادتها كانت الأسرة تقضى أجازه نهاية الأسبوع في اخدى المدن الساحليه , تاركة ابنها * خالد * وحده في منزلهم الذي يقع في احدى الضواحي التي يكثر بها قصور الباشاوات والفخمة المهجورة
و في كلليله مع اقتراب الليل إلي منتصفه , يأتي * مصطفى * إلى بيت * خالد * صديقه كعادته , للسهر سوياً حتى آذن الفجر
و بينماهما يشاهدان فيلمSilent Hill, انتقل الحديث بهم إلى ما يحدث في البلده من أشياء مريبة تقشعر لها الأبدان
و دارت بينهما هذه المناقشه
مصطفى : حرام عليك , أنا جتتي نحست من كتر الأفلام الرعب اللي بشوفها كل يوم و مش بقدر أنام بسببك
خالد : أومال لو سمعت عن اللي بيحص في القصر المهجور اللي جنبنا هتقول ايه
مصطفى : ايه اللي بيحصل ..؟ سيًبت ركبي ,,
خالد: كل اللي بيعدي من قدامه ,, بيسمع أصوات أشباح ...!
مصطفى : ايه التخاريف دي ...!!
خالد : خلاص المية تكدب الغطاس ,, احنا نحاول تخش القصر و نكتشف اللي جواه ,, و نشوف ايه اللـ ...
مصطفى :على جثتي ,, انا مش مستغني عن عمري
خالد : دة لأنك جبان
مصطفى : يعني انت عايز تفهمني ,, انك مش بتخاف ..!
خالد : لامش بخاف ,, و عشان اثبتلك ,, انا رايح القصر دة دلوقتي و لوحدي كمان
و بسرعة ارتدى خالد معطفه ,, و هيأ نفسه للدخول لذلك القصر المهجور , و تذكر ان يأخذ معه كشافاً لينير له الطريق داخل ظلمات القصر .
و قبل أن ينصرف رمى صديقه * مصطفى * بنظره استنكار مبيناُ اعتراضه على موقفه الذي يعتبرهجباناً و ضعيف ,
لم تمض ثوان حتى وجد نفسه وحيداً في شارعهم المظلم , و كانت الساعة الثانية صباحاً . وبخطوات ثابته توجه * خالد * إلى القصر المهجور
حتى وصل إلى السور , فوثب من فوقه حتى وجد نفسه داخل أسوار ذلك القصر الذي سماه البعض ,, * القصر الملعون *
حاول *خالد* كسر باب القصر و لكنه كان موصد ,, و لكنه لمح نافذة منخفضة زجاجها مكسور ,, و بلا تردد اتجه نحوها و مرر يده من خلال ذلك الزجاج المكسور و فتحها من الداخل وقفز منها , فإذا به داخل القصر الموحش و في يده كشافه مضاءاً , يرى به آثاث القصرالمغطى بالقماش الأبيض , يتمثل له في صورة أشباح تنتظر منه الاقتراب اكثر حتى تمزقه بأنيابها ..! . و وقتها فضل أن يطفئ نور الكشاف , حتى لا يشعر برهبه الاقتراب من أثاث المنزل , معتمداً في ذلك على بصيص النور الضعيف الذي ينفذ من اعدة النور في الشارع
و على الرغم من القلق الذي تملك قلبه , اتجه * خالد * بخطوات متأده ناحية الدرج , و قبل أن يخطو خطوة واحدة سمع خالد صوت قرع على الأرض , فارتجف جسده و ابتعد عن الدرج وركض ناحيه باب المطبخ ,و قبل أن يبلغه سمع صوت كأن شخصاً أو شيئاُ يتلعثم و يتدحرج من أعلى الدرج . و من شدة فزعه لم ينظر خلفه , و لكنه واصل ركضه حتى وصل للمطبخ واختبئ خلف الموقد , محاولاً التقاط أنفاسه قائلا :
خالد : دة - - دة أكيد صوت حاجة بتدحرج من عالسلم , طبيعي لأن البيت مهجور , و فيه كراكيب كتير , الله ما تجمد يا خلوود .
و بينما هو جالس خلف الموقد , سمع صوت المياء ينهمر من الصنبور , عندها تملك قلبه الرهبة والفزع و قرر ان كل ما سمعه عن لعنة هذا القصر صحيح , و انه يجب ان يفر هارباً خارج أسوار هذا القصر في أسرع وقت
و بالفعل ركض ناحيه النافذة التي اتخذ منها مسلكاُ للدخول إلى القصر, و بينما هو يجري سمعأ صوات عويل و صراخ تعلو و ترتفع , فقفز من النافذة حتى وجد نفسه خارج القصر , وواصل ركضه بأسرع ما يمكن , و قبل أن يصل إلى السور , نظر وراءه ليلقى على القصر نظرة أخيرة
فوجد لافته مكتوب عليها بخط غير واضح -- * قصر طاهر بك المنسترلي * , حتى وصل إلى سور حديقه القصر فاجتازه و واصل ركضه منهكاً حتى وصل إلى منزله , فأخذ يبحث عن صديقه *مصطفى* حتى يحكي له ما حدث له من أحداث يشيب لها شعر الرأس , ولكنه لم يجدع في أنحاء منزله .
و نظر إلى الساعه فإذا بها تدق الرابعه فجراً , ففضل أن يتصل بأسرته لقطع أجازتهم و المجئ في أسرع وقت إلى البيت ليحكي لهم عن ويلاته داخل ظلمات ذاك القصر الموحش , و بالفعل أمسك بسماعة الهاتف و قام بالاتصال بأخته *نهى* قائلاً لها و هو يتنفس بصعوبه
خالد : هاه , هاه – يا نهى تعالي و هاتي ماما و بابا معاكي دلوقتي حالا
نهى : قلقتني يا خالد ,ممكن تفهمني فيه ايه , و بعدين ماما وبابا نايمـ.....
خالد : مفيش وقت , صحي ماما و بابا و تعالو دلوقتي حالا , مشهينفع احكيلك في التليفون , الموضوع لا يحتاج لانتظار .
نهى : انت قلقتني , عالعموم انا هصحيهم دلوقتي حالا و هنيجي , ساعتين زمان و هنبئا عندك
و بينماهو ينتظر بهفة و ترقب عودة أسرته , و إذا بجرس الباب يدق بعد انتهاء مكالمته معأخته بساعة , و لكنه اتجه إلى باب منزلهم في خشية
ليفتحه ويرى من الطارق فإذا بصديقه * مصطفى * , فقال له :
خالد : هو انت يا وش الفقر , اسكت على اللي حصلي جوة القصر المنيلدة ؟
مصطفى : دة أنا كمان جاي أكلمك عن نفس الموضوع ..!
خالد : ( متعجباً ) يا ابني انا مش سايبك هنا في البيت لوحدك ,, وبعدين استنى انت كنت فين , انت مشيت ليه ؟
مصطفى : انت بعد ما مشيت القصر بخمس دقايق , حسيت بالذنب اني سبتك لوحد , و جريت وراك عشان ابقى معاكو من اللي حصلي جوة القصر مقدرتش اتلم على نفسي , رجت واخد ديلي في سناني و جريت على قسم البوليس ابلغهم , محدش صدقني
خالد : مش ممكن , بس مكانش فيه غيري في القصر , و كنت بدور عليك عشان أقولك على أصوات الأشباح اللي سمعتها , و حنفيه المية اللي اتفتحت لوحدها , وأصوات الصريخ , و الحاجات اللي كانت بتدحـ.... , استنى بئا , أنا عايزك تحكيلي بالتفصيل عن اللي شفته جوه القصر .
مصطفى : أنا بعد ما دخلت جوه من الشباك المكسور وقعت على رجلي فاتجزعت و أخدت خشبه من على الأرض عشان تساعدني في المشي
خالد : و الخشبه دي كانت بتعمل على الأرض صوت كدة – طك طك طك طكطك طك
مصطفى : بالظبط ..!! بعدها سمعت صوت ح بيجري و حسيت انه شبح بيجري عليا , فطلعت بسرعة عالسلم عشان اهرب
و هناتعلو ضحكات خالد قائلاً :
خالد : دة أنا اللي جريت بعد ما سمعت صوت العصايا اللي بتدق على الأرض اللي انت كنت ماشي بيها , هاهاهاهاهاهاها , بس استنى , انا جريت على المطبخ وسمعت صوت كأن شخص او شئ بيتدحرج من على السلم ...!
مصطفى : دة صحيح , أنا بعد ما جريت على السلم من كتر الخوف اتكعبلت و اتدحرجت من عليه .!
خالد : هاهاهاهاهاها , معقول دة كان انت , اما احنا طلعنا كرودياتب صحيح , طيب انا لما جريت على المطبخ و استخبيت ورا البوتاجاز لاقيت الحنفية اتفتحت لوحدها ...!
مصطفى : انا الللي فتحت الحنفيه , لاني بعد ما اتدحرجت منعلى السلم , اتعورت في راسي , فدخلت المطبخ عشان اغسل راسي من الدم .
خالد: حرام عليك , سيبت ركبي , و كنت هموت من الخضه ,, و طبعا انت اللي صرخت لما لاقيتني بجري
مصطفى : انا ساعتها حسيت بخوف مش طبيعي , بس الحمدلله انناكويسين و طلعنا على خير من القصر النيلة دة , و كمان الموضوع كله طلع فشنك , و مكلاللي بنسمعه تخاريف , و مفيش اشباح جوه ولا يحزنون .
خالد : تخيل يا واد اما الناس تعرف اننا احنا اول ناس جات لنا الجرأه اننا ندخل القصر دة لوحدنا , تخيل الناس هتقول علينا ايه , دة مش بعيد يعملومعانا لقاءات و ساعتها نقف قدام اي حد بكل فشخرة , و نقول يا ارض اتهدي ما عليك يقدي
وهناتعلو ضحكات *خالد* و مصطفى* , في نفس أثناء دخول أسرة * خالد* المنزل , معلنين وصولهم , و قلقهم على ابنهم * خالد *
فتبكي أمه قائله :
أم خالد : مالك يا ضنايا , كنت هموت من قلقي عليك يا حبيب أمك , ما تطمن قلبي يا ابني .
خالد : ( مبتسما ) ما تقلقيش يا ماما , دة كان سوء تفاهم , ادخليانتي و بابا استريحو , تلاقيكو تعبانين من السفر
و في اللحظة , تصيح *نهى* أخته , معلنه استياءها و غضبها من استهتار أخيها قائله :
نهى : يعني انت جايبنا على ملى وشنا من السفر , و في الآخرتقولنا وء تفاهم بكل بساطة .
خالد: هاهاهاهاهاهاها استني بس , انتي لما تسمعي الموضوع من طأطأ لسلامو عليكو , هتعذريني
و حكى لها , كل ما لاقاه في القصر , و عن المناقشة التي دارت بينه و بين صديقه * مصطفى * فيمابعد .
و هناانطلقت ضحكات كلاً من *خالد* و *مصطفى* و *نهى*, و قاطعت *نهى* ضحكاتهما قائله :
نهى: بس انت تقصد قصر * طاهر بكالمنسترلي * اللي على يمين بيتنا , ولا قصر * رياض باشا القصاص * اللي على شمال بيتنا ..؟
خالد : أنا دخلت القصر اللي على يمين بيتنا , و شفت يافطته و كانمكتوب عليها فعلا * قصر طاهر بك المنسترلي *
و هنايحدق لهما مصطفى قائلاً في نفسه:
مصطفى : غريبة , مش ممكن أكون بيتهيألي ...!
نهىوخالد : ( في حيره ) في ايه يامصطفى , انت وغوشتنا
مصطفى : أصل القصر اللي أنا دخلته كان على شمال بيتكو , و شفت مكتوب على يافطته , * قصر رياض باشا القصاص * ...!
خالد: ها ..!!
تـــمــــت