: --------------------------------------------------------------------------------
قال الله تعالى { ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مُذكر} وقد سمى الله تعالى القرآن كريماً وحكيماً ، وانزله على رسول البشريه وخاتم الانبياء ، ومن اعظم معجزاته ان اعجز اللهُ الفصحاء عن معارضته ، والاتيان بآية من مثله ، فهو النور المبين والحق المستبين لا شيء اسطع من اعلامه ولا اصدع من احكامه ، ولا افصح من بلاغته ، ولا ارجح من فصاحته ، ولا اكثر من افادته ، ولا الذ من تلاوته ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه خبرُ من قبلكم ونباْ من بعدكم ، وحُكمُ ما بينكم ، وقال ايضاً اصفرُ البيُوت بيتٌ صفرٌ من كتاب الله تعالى ، وقال انس - رضي الله عنه : - قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني لا تغفل عن قراءة القرآن اذا اصبحت واذا امسيت فان القرآن يُحيي القلب الميت وينهي عن الفحشاء والمنكر ، وكان الامام مالك بن انس - رحمه الله تعالى ، يفُرمن مذاكرة الحديث ومجالس اهل العلم ، ويقبل على القراءة في المصحف ، وكان ابو حنيفه والشعبي رحمهما الله تعالى يختمان في رمضان ستين ختمه . وقال على رضي الله عنه من قراْ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذُ ايات الله هُزواً . وقال صلى الله عليه وسلم : من قراْ القرآن ثم راْى ان احداً اْوتي افضل مما اْوتي فقد استصغر ما اعظم اللهُ . وعنه صلى الله عليه وسلم : ان القلوب لتصداْ كما يصداْ الحديد . قيل : يا رسول الله وما جلاؤها ، قال : قراءة القرآن وذكرُ الموت . وعن علي رضي الله عنه : لا خير في عبادة لا فقه فيها ، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها . ومن ختموا القرآن في ركعة واحده كثيرون فمنهم عثمان بن عفان ، وتميم الداري ، وسعيد بن جبير رضي الله تعالى عنهما . وقيل ان الدعاء يستجاب عند ختم القرآن ، وتنزل الرحمه ، ويجب على القاريء الاخلاص في قراءته ، وان يريد بها وجه الله تعالى ، واْن لا يقصد بها توصلاً الى شيء سوى ذلك ، وان يتاْدب مع القرآن ويستحضر في ذهنه انه يناجي ربه سبحانه وتعالى ، وان يكون شاْنه الخشوع والتدبيروالخضوع ، بين يدي الله لانه ان لم تراه يراك . وبالقرآن يتم المقصود والمطلوب ،وبه تنشرح الصدور ويتيسر المرغوب ،ودلائله اكثر من ان تحضر واشهر ُمن ان تذكر ، وكان السلف يتلوآيه واحدة ليلة كامله يتدبرها ، والقرآن فيه شفاء للناس ، من حالات نفسيه ، وامراض بدنيه ، تم معالجتها ، مثل الثواليل ، وعرق النساء ، والمس ، والتحصين ، والكثير وكله باْمر الله ،