السلام عيكم
هذا اول موضوع انشاء الله يعجبكم
في زمن ما من الازمنة حينما كانت الدنيا غافلة عن البؤس
ومستلقية على ظهرها
تستنشق نسيم الصحاري الممتدة والسهول الخضراء
وتنظر الى سمائها الصافية التي لم يكدرها دخان العوادم
في مكان ما من صحاري الدنيا الشاسعة
جبل شامخ كالطود العظيم يثبت نفسه وترى هيبته حتى في
ظلام الليل وغياب القمر لايجترئ احد من البشر
على الاقتراب منه
وانما طرق الناس تمر بعيدة عنه فليس هنالك ثمة
داع يدعو احدا الى الاقتراب فلا ماء ولا احد ولاساكن ولامساكن
انما هو صوت صفير الرياح وهفيفها وهي تجادل احجاره ورمال حوله
كنت امر بجوار الجبل محاذيا ظله في الضحى
واذاباحد يناديني يا مهران .. يامهران
لا تنزعجوا هذا اسمي فهو اسم يكثر
استخدامه عند الجن المسلمين
في تلك البقاع وانا منهم مع انه اسم لا يعجبني
ذهبت اليه كان هذا جلمود احد اصقائي من الجن الذين سكنوا
المنطقة بعد ارتحالهم من العراق قبل اكثر من مئتي وخمسين عاما
جلست معه على شفير غار من ذلك الجبل الذي كنا نسميه الاشم
وتجاذبنا طراف الحديث وقال جلمود انا الان قادم من العراق
ذهبت البارحة بعد صلاة العشاء لزيارة صديقي واصر على المبيت
انها كانت ليلة كئيبة يامهران مع اني كنت اشتاق اليه
لقد القمني السهر يا أخي.
عفا الله عنه
على كل اريد ان اطرح لك طرحا طالما حلمت به وتمنيته
اراك يامهران تمتطى صهوات الريح ذهابا وايابا
وانت اشجع الجن المسلمين الذين اعرفهم
وانت شاب تمتلئ رجولة وحيوية فقد اخبرني
صديقي في العراق ان الملك يحتاج الى جنود
لمحاربة الجن الكفرة من الفرس المجوسيين
اليس هذه امنيتك ان تجاهد في سبيل الله ؟
وتصقل شجاعتك وتمتحن رجولتك؟
فقلت له : اليس لهذا الملك ترتيب فان الجن الكفرة تمتلئ
بهم بابل والبصرة
وبالامس القريب سمعت ان سفيها من الجن
في صحراء النقب بفلسطين
يكون مجموعة متحالفة ضد الملك فما الذي
يجعله يجهز جيوشه للقتال في بلاد فارس ويترك قومه يتمردون
قال لي ان لهذا السلطان حنكة وسياسة تفوق قدراتنا العقلية
هل سمعت بسلطان من الجن يدوم ملكه خمسمائة عام
فيا مهران اترك هذه الاعتراضات التي سوف
تتلاشى بمجرد ان تقابل الملك وتخبره برغبتك في الانضمام الى الجيش
فسوف تكون من القادة العظام
فقلت له صف لي مكان صديقك
الان سوف اذهب وابيت عنده وغدا صباحا ان شا الله
سوف اتوجه الى القصور
لعلمكم ان سلطاننا يمتلك اربعة قصور
في كل قصر زوجة واولادا ومحكمة ومجلسا
فهو بكل تاكيد من اعظم ملوك الجن الذين مروا على هذه الدنيا
ونحن نحبه حبا يفوق التصور
فلما وصلت الى العراق حدث مالم اكن اتوقع
وما لاتتوقعون
يتبع ................