--------------------------------------------------------------------------------
الكَرّوبيّون [1] : خَلْقٌ من الملائكة ، و جبرئيل ( عليه السَّلام ) هو رأس الْكَرُوبِيِّينَ ، و الكَرّوبيّون هم سادة الملائكة و المقرَّبون منهم [2] .
و الكَرّوبيّون من الملائكة : هم القريبون من الله عَزَّ و جَلَّ ، و أصل هذه التسمية من " كَرُبَ " أي قَرُبَ ، و كَرُبَت الشمس أي قربت للمغيب ، و كل دانٍ قريب فهو كارِِب ، و المراد بقربهم من الله جَلَّ جَلالُه شرف منزلتهم عنده و جلالة محلهم منه [3] .
وَ رُوِيَ عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أَنهُ قَالَ : " لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَمِعْتُ بُكَاءً .
فَقُلْتُ : يَا جَبْرَئِيلُ مَا هَذَا ؟
قَالَ : هَذَا بُكَاءَ الْكَرُوبِيِّينَ عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ " [4] .
مشاهدة النبي ( صلى الله عليه و آله ) الْكَرُوبِيِّينَ في ليلة المعراج :
و رُوِيَ أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) رأى في السماء الثانية عيسى و يحيى ، و في الثالثة يوسف ، و في الرابعة إدريس ، و في الخامسة هارون ، و في السادسة الْكَرُوبِيِّينَ ، و في السابعة خلقاً و ملائكة [5] .
معنى فوق إحساس الْكَرُوبِيِّينَ :
أما بالنسبة إلى المراد من " إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " الوارد في دعاء السمات [6] ، فهو أصوات الْكَرُوبِيِّينَ ، و الحس و الحسيس هو الصوت الخفي ، و المعنى هو أن كلام الله جَلَّ جَلالُه أعلى من كل شيء ، و فوق كل شيء ، لأنه فوق أصوات الْكَرُوبِيِّينَ .
قال العلامة المجلسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : و يمكن أن يكون المراد بـ " فوق إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " أن المكان الذي حدث فيه ذلك الصوت كان فوق أمكنتهم ، أو كان ذلك الصوت أخفى من أصواتهم ، فالمراد فوقها في الخفاء ، كما قيل في قوله تعالى سبحانه : ﴿ ... بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ... ﴾ [7] ، [8] .
معنى آخر للْكَرُوبِيِّينَ :
وَ رَوَى أحمد بن محمد السياري ، عن عبيد بن أبي عبد الله الفارسي و غيره رفعوه إلى أبي عبد الله [9] ( عليه السَّلام ) ، أنهُ قالَ : " إن الْكَرُوبِيِّينَ قوم من شيعتنا من الخلق الأول ، جعلهم الله خلف العرش ، لو قَسَّمَ نور واحدٍ منهم على أهل الأرض لكفاهم ، ـ ثم قال ـ إن موسى ( عليه السَّلام ) لما أن سأل ربه ما سأل ، أمَرَ واحداً من الْكَرُوبِيِّينَ فتجلى للجبل فجعله دكا " [10] .