السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتى فى الله هذه القصة نقلتها من احد المنتديات وجدت بها عظة كبيرة وتنبيه لما نحن فيه من الغفلة
وهذه اولى موضوعاتى فى هذا المنتدى الرائع
واتمنى من الله ان ينفع المسلمين بهذه القصة
وداعـــــــــاً ...... مــــــــــايــا
لا....لا....لا....
صرخة خرساء !
تعطف في داخلي ....
لم أستطع إنقاذها.... كنت أخشى على السر أن ينكشف ! وأمام الصندوق البني ...... خارت قواي .... ولم أتمالك نفسي ...
سقطت على ركبتي ...... وانهمكت في البكاء شديد..... وأخذت أصرخ .. وأصرخ ولكن في أعماقي!!!
لم أكن أشعر بمن حولي ... كانوا كلهم واقفين .... ويقرؤون كلام لا أفهمه ...ولكني وحدي .. وحدي فقط .... من يعرف السر المكنون في ذلك الصندوق !!!
كنت عاجزة عن كل شئ ...إلا عن البكاء... والنظر إلى داخل الصندوق البني .. حتى حملو من بين يدي..حملوه ...وأنا أنظر..لا أقوى على شئ.. كانت نظراتي تلاحقه... وصرخة مخنوقة في صدري :
- لا...لا...لا...
إنه لنا .. إنه منا ... مالكم وله ؟؟! أتركوه .. أتركوه...أتـ....
واختفى ذلك الصندوق عن نظراتي العاجزة .. ومضوا به إلى المكان البعيد ... وهناك دفنوه... ودفنوا معه السر المكتوم !!
.................
..........
.....
...
..
نعم .. وللحكاية بــداية ....
أعترف لكم ...لم أكن أعرف قدر ماعندي ...كنت ظامئة والماء بجانبي ...حائرة والنور في داخلي ...أركض خلف السراب ...لم أشعر يوماً أنني أمتلك كنزاً لا يساوم بثمن ... لم أكن أدرك شيئاً من ذالك ...حتى التقيت بها!
في معهد الكمبيوتر..جمعتنا مقاعد المدرسة ..في العشرين من عمرها ..متوسطة الطول..بيضاء ..جميلة الملامح .. يزينها شعرٌ أشقر ..ولها عينان خضراوا ن ..كانت هادئة الطبع ..حسنت الخلق .. انجذبت نحوها كثيراً .. قررت أن أتعرف عليها أكثر ...اقتربت منها ..ـ مرحباً.. أنا (( ناديا )).. ما أسمك ؟
ـ أسمي (( مايا)) .. ـ((مايا )) !! هذا يعني أنك .. ! ـنعم..نصرانية...
ـ لا يهم...لا يهم...المهم أن نكون صديقتين..
وكان اللقاء...وكانت الصداقة...
كانت طباعنا متقاربة...توافقنا في كل شيء...والعجيب
أن مولدنا أيضًا كان في يوم واحد!
كنا لا نكاد نفترق.. نجتمع دائماً إما في المعهد .. وإما في النادي …
كانت تحب لعبة الإسكواش والتنس .. وأما أنا فكنت أهوى ركوب الخيل ..
وأتدرب كثيراً.. حتى أصبحت فارسة ماهرة !
ركبت معي (( مايا)) ذات مره على الفرس .. لكنها سقطت … أيام جميله حقاً… وذكريات لا تنسى … لو أستطيع أن أدير عقارب الزم إلى الوراء لفعلت … ولكن !هيهات ..
كنت أزورها كثيراً في منزلها .. وهي أيضاً.. كانت تمكث معي في بيت جدتي الساعات الطوال حتى أن جدتي أحبتها كثيراً …
أستهواني الدين النصراني …
كنت أريد أن أعرف عنه كل شئ …. ذهبت معها أكثر من مرة إلى كنائس... كنت أسأل عن أشياء لا أفهمها .. وتجيبني عنها في إيجاز ..أما هي فكانت تجلس صامتة .. وعلى وجهها ملامح الحيرة....
طلبت مني ذات يوم أن أذهب معها إلى الكنيسة ... لنؤدي صلاة عيد القيامة ... لم أمانع أبداً!!!!
كانت جذوري غير راسخة... لم أكن أعرف قدر ما عندي !!
ذهبت معها ...كانت تختلس النظر إلي .. تريد أن ترى ردة فعلي .. لم أعلق على شيء ... كان الذي يدور أمامي طلاسم محيره .. لا أستطيع فهمها...
وهي أيضاً ... كنت ألمح في عينيها نظراتٍ حائرة ...
تابعوني