شعر عن الأمل
أنى تغيـــــب ونور وجهـــك ساطع وضبــاء حبك في الفؤاد رواجع
أنى تغيب وأنت في عيني ضــــحى يـــــزهو وبرق في خيالي لامع
أنى تغيب وأنت بين جوانحـــــــــي شمــــس وفي الظلماء بدر طالع
أنى تغيب وأنت ظــــــــل عندمـــــا تشتـــــــد رمضائي إليه أسارع
حاصرتني في نصف دائـرة الهوى وأنـــا بحظي من حصارك قانع
من أين أخرج والسياج يحيــــط بي من كـــــــل ناحية وأمرك قاطع
وأنا أقول لظبية الشعر التــــــــــــي ربيتها إن الــــــــــمسافر راجع
يا ظبية الشعر اطمئــــــني إنــــــني ما زلت في كتب الحنين أراجع
في القلب شيء قيل لي هــــو لـوعة وأنــــا أقول هو الحريق اللاذع
وبمقلتي نهر سيــــــنقص قـــــــدره لـو قلت هذي في العيون مدامع
وأمام أبواب المشـــــــاعر نــــبتـــة في غــــصنها ثمر المودة طالع
يا ظبية الشعر المؤجــــــج في دمي تـــيهي فصيتـك في فؤادي ذائع
عاقبتني لما شكوت وإنمـــــــــــــــا أشكــــــــو لأن الحق فينا ضائع
ولأن جدران الكرامـــــة هدمـــــت فــــــــي أمتي والذل فيها شائع
ولأنني أبصرت ثعبان الـــــــــهوى في نـــــــــابه المشؤوم سم ناقع
ولأنني أبصرت ما لم تبصـــــــري فـــــــــهناك ذئب عند بابك قابع
إني أقول لـــــــمن يعاتـــبني أفــــق فـــأنا بسيف الشعر عنك أقارع
أنظر إلى لون الـــــسلام وطــــعمه مــر مذاقـــته ولــــــــــون فاقع
قالوا السلام أتى فتابعــــنا الــــــذي وصفوا فبان لنا الكـــلام الخادع
قلنا لهم أين السلام فمـــــــا نــــرى إلا أكف الواهــــمين تبــــــــايع
شتان بين مسالم ومتـــــــــاجــــــــر إن المتـــــاجر للكرامــــــة بائع
في كف داعية الســــلام مزاهــــــر وبكـــــف تجار السلام مقاـــمع
أرأيت في الدنيا سلامــــــــــا عادلا تدعـــــو إليه قنـــــــابل ومدافع
إنــي لأخجل حين أضحك لاهيا وقد ارتمى في الأرض طفل جــائع
إني لأخجل حين أشغل بالهـوى وعفاف لــــيلى البسنــــوية دامــــع
إني لأخجل حين أبصر أمتــــي تهفو إلى أعـــــــــدائها وتــــــوادع
ما زلت أدعوها ويجمد في فمي صوت المحب ولا يجيب الخاضـع
ما زلت أدعوها وألف حكايــــة تروى عن الأهل الـذين تقاطـــــعوا
عن إخوة ركبوا الخـــلاف مطية وإلى سراديب الشقــــاق تدافعــــوا
يا أمة يسمو بهـــــــا تاريخهــــا ويسوقها نحو الضياع الواقــــــــــع
يا أمة تصغي إلى أهوائـــــــــها وتسد سمعا حين يصدع صــــــادع
يا أمة ما زلت أسأل حالــــــــها عنها فتنطق بالجـــــــواب فواجـــع
ما لي أراك فتحت أبواب الهوى وقبلت ما يدعو إليــــــه الطــــــامع
يممت غربا والحقائق كـــــلهـــا شرق وفي يدك الدواء الناجــــــــع
ما لي أراك مددت للمال الربـــا جسرا وفي القرآن عنه قـــــــوارع
أنسيت حرب الله وهي رهيبــــة أو ما لديك مـــن العقيــــــــدة رادع
أو غاية الإسلام عندك أن يـرى لك في الوجود مـــــعامل ومصانع
أنسيت أن الناس فيك معـــــادن أنسيت أن الأرض فــــــيك مواضع
لا تخدعي بعض الوجوه قبيحـة وتزينها للنــــــــــــاظرين براقــــع
وإذا أراد الله نزع ولايــــــــــــة عمي البصير بها وصــــم السامـــع
يا أمتي عوتبتُ فيك وإنـــــــــما خشي المعاتب أن يسوء الطالــــــع
قالوا تدافع بالقصائـــــد قـــــلت بل بيقين قلبي عن حمـــاك أدافــــع
شبت عن الطوق الحروف فمــا بها حرف يزيف رؤيتي ويخــــادع
أسلمت للرحمن ناصـــــيتي فما تلهو القصائد أو يغيب الــــــــوازع
إني أتوق إلى انتصار عـــــقيدة فيها لأنهــــار النجــــــــاة منابـــــع
قالوا : تروم المستحيل ؟ فقــلت بل وعد من الرحــــــــمن حق واقع
والله لو جرف العدو بيوتــــــــنا ورمت بنا خلف المحيط زوابـــــــع
لظللت أؤمن أن أمتنا لــــــــها يوم من الأمجاد أبيض ناصــع
هذي حقائقنا وليست صـــورة وهمية فيها العقول تــــــــنازع
أنا لن أمل من النداء فربـــــما أجدى نداء من فؤادي نابــــــع