--------------------------------------------------------------------------------
•• ينتظر الفرج رغم القصاص ••
حكى محمد بن الحسن بن المظفر , قال :
حضرت يومًا في مجلس أيام نازوك , فأخرج وزيره جماعة حكم بقتلهم و الناس ينظرون دون أن يستطيعوا حتى الإحتجاج فقتل بعضهم .
ثم أخرج غلامًا حدث السن مليج المنظر فرأيته لما وقف بين يدي وزير نازوك تبسم !
فقلت : ياهذا , أحسبك رابط الجأش شجاعًا لأني أراك تضحك في مقام يوجب البكاء ,
فهل في نفسك شيء تشتهيه ؟!
فقال : نعم , أريد رأس خروف حار , ورقاقا .
فسألت صاحب المجلس أن يؤخر قتله إلى أن أطعه مايريد , ولم أزل أرجوه و أتوسله إلى أن أجاب ,
وهو يضحك مني ويقول أي شيء ينفعه هذا ؟! و هو سيقتل بعد قليل ؟!
قال : وأرسلت بسرعة من أحضر ماطلبه من رأس حار ورقاق , و استدعيت الفتى ,
فجلس يأكل غير مكترث بالحال , و السياف قائم أمامه و القو يساقون فتضرب أعناقهم
فقلت : يافتى , أراك تأكل بسكون وقلة فكر ,
فأخذ قشة من الأرض فرمى بها رافعًا يده قائلًا وهو يضحك : ياهذا , إلى أن تسقط هذه إلى الأرض مائة فرج !!
***
قالوا : فوالله مااستتم كلامه حتى وقعت صيحة عظيمة , وقيل : قد قتل نازوك !
و أغارت العامة على الموضع فوثبوا بصاحب المجلس وكسروا باب الحبس و خرج جميع من كانوا فيه .
فاشتغلت أنا عن الفتى و هربت بنفسي , حتى ركبت دابيت مهرولًا وصرت إلى الجسر أريد منزلي .
***
فوالله ماتوسطت الطريق حتى أحسست بإنسان قد قبض على يدي برفق , وقال : ياهذا , ظننا بالله عزوجل أجمل من ظنك , فكيف رأيت لطيف صنعه ؟!
فالتفت فإذا هو الفتى بعينه فهنأته بالسلامة فأخذ يشكرني على مافعلته , وحال الناس و الزحام بيننا , وكان هذا آخر عهدي به ..
***
حسن ظن بالله رغم سيف السياف الذي يلمع فوق رأسه ,
هكذا حسن الظن بالله و إلاّ فلا !
كتاب/ هكذا هزموا اليأس
المؤلفه / سلوى العضيدان