--------------------------------------------------------------------------------
علامات الساعة: التطاول في البنيان
من علامات الساعة التي أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها ستقع قبل قيامها تطاول الحفاة العالة رعاء الشاء في البنيان.
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المشهور بحديث جبريل - أن جبريل عليه السلام قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ) فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. (.
والحُفَاةُ: جمعُ حافٍ، وهو الذي لا يلبس في رِجْلَيْهِ شيئًا.
والعُرَاة: جمعُ عارٍ، وهو الذي لا يلبس على جَسَدِهِ ثوبًا.
والعَالَةُ مخفَّفةَ اللام: جمع عائل، وهو الفقير، والعَيْلة: الفقر ؛ يقال: عال الرجلُ يَعِيل عَيْلَةً: إذا افتقر، وأَعال يُعِيلُ: إذا كَثُرَ عياله.
قال القرطبي - رحمه الله - في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: ومقصودُ هذا الحديث: الإخبارُ عن تبدُّلِ الحال وتغيُّره؛ بأنْ يستولي أهلُ الباديةِ الذين هذه صفاتُهم على أهل الحاضرة، ويتملَّكوا بالقهر والغلبة، فتكثُر أموالهمْ، وتتسعَ في حُطَامِ الدنيا آمالُهُم، فتنصرفَ هِمَّتُهُمْ إلى تشييد المَغَانِي، وهَدْمِ الدين وتحريفِ المعاني، وأنَّ ذلك إذا وُجِدَ، كان من أشراط الساعة.
وقال ابن رجب - رحمه الله - في كتابه جامع العلوم والحكم: وقوله: ) رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ (. هكذا في حديث عمر، والمراد أنَّ أسافلَ الناس يصيرون رؤساءهم، وتكثر أموالهم حتّى يتباهوا بطول البنيان وزخرفته وإتقانه.
وفي حديث أبي هريرة ذكر ثلاثَ علامات منها:
أنْ تكون الحُفاة العراة رءوسَ الناس، ومنها: أنْ يتطاول رِعاءُ البَهم في البنيان.
وروى هذا الحديث عبدُ الله بن عطاء، عن عبد الله بن بُريدة، فقال فيه: ) وأنْ تَرى الصمَّ البُكمَ العُمي الحفاةَ رعاءَ الشاء يتطاولون في البنيان ملوك الناس، قال: فقام الرَّجُلُ، فانطلق، فقلنا: يا رسولَ الله، مَنْ هؤلاء الذين نعتَّ؟ قال: «هم العُريب» ( وكذا روى هذه اللفظة الأخيرة عليُّ بنُ زيد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر.
وأمَّا الألفاظ الأُوَلُ، فهي في الصحيح من حديث أبي هريرة بمعناها.
وقوله: «الصمّ البكم العمي» إشارة إلى جهلهم وعدم علمهم وفهمهم. وفي قوله:
« يتطاولون في البنيان» دليلٌ على ذمِّ التباهي والتفاخر، خصوصًا بالتطاول في البنيان، ولم يكن إطالة البناء معروفًا في زمن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، بل كان بنيانهم قصيرًا بقدر الحاجة، وروى أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ) لا تقومُ الساعةُ، حتَّى يتطاول الناسُ في البنيان (
الله ثبتنا وارحمنا فوق الارض وتحتهاأصبح البنيان في زماننا طوله جدا عالي قولوا آمين
منقول
__________________
صلوا على رسول الله