عن ابن شهاب قال أبو سلمة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوماً: يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(1).
2 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون. وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام(2).
3 - عن عبد الله بن عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"(3).
4 - عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق، على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلى أبي بكر(4).
5 - عن الحكم سمعت أبا وائل قال: "لما بعث علي عماراً والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم، خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها"(5).
- عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ناساً من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة، فصلوا بغير وضوء. فلما أتوا النبي صلّى الله عليه وسلّم شكوا ذلك إليه، فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيراً، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجاً، وجعل فيه للمسلمين بركة(6).
7 - عن هشام عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول: أين أنا غداً؟ حرصاً على بيت عائشة. قالت عائشة: فلما كان يومي سكن(7).
8 - هشام عن أبيه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. فقالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد لخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان، أو حيث ما دار. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: فأعرض عني. فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك، فأعرض عني. فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الروحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها(
.
9 - عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إني لأعلم إذا كُنتِ عني راضيةً وإذا كُنتِ عليّ غضبى، قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: أما إذا كُنتِ عنّي راضيةً فإنك تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنت غضبى قلت لا ربّ إبراهيم. قالت: قُلتُ: أجل والله يا رسول الله ما أهجُرُ إلا اسمك(9).
10 - عن هشام بن عروة عن أبيه أنها كانت تلعبُ بالبنات عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت: وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت: فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُسرِّبُهُنَّ إليّ(10).
11 - عن ابن شهاب أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: أرسل أزواجُ النبي صلّى الله عليه وسلّم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي، فاذن لها، فقالت: يا رسول الله إنّ أزواجك أرسلنني إليك يسألنَكَ العدلَ في ابنة أبي قُحافة، وأنا ساكتةٌ، قالت: فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أي بُنيّة ألستِ تُحبّين ما أحِبُّ؟ فقالت: بلى، قال: فأحبّي هذه. قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرجعت إلى أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم فأخبرتهن بالذي قال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقلن لها: ما نراك أغنيتِ عنّا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقولي له أن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً. قالت عائشة: فأرسل أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم زينب بنت جحش زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم وهي التي كانت تُساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم أر امرأة قطّ خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدقَ حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشدّ ابتذالاً لنفسها في العلم الذي تصدّق به وتقرّب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حدّة كانت فيها تسرع منها الفينة. قالت: فاستأذنت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها، فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك العدل في ابنة أبي قُحافة، قالت: ثم وقعت بي فاستطالت ليّ وأنا أرقب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها. قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا
يكره أن أنتصر. قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها. قالت: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتبسّم: إنها ابنة أبي بكر(11).
12 - عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: إن كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليتفقّد، يقول: أين أنا اليوم أين أنا غداً، استبطاء ليوم عائشة. قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري(12).
13 - عن هشام عن أبي عن عائشة: أن الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يوم عائشة يبتغن بذلك مرضاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(13).
14 - عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته أنها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول قبل أن يموت وهو مسد إلى صدرها وأصغت إليه وهو يقول: "اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق"(14).
15 - عن عروة عن عائشة قالت: كنت أسمع أن لن يموت نبيّ حتى يخيّر بين الدنيا والآخرة، قالت: فسمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحّة يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقا. قالت: فظننته خيّر حينئذ(15).
16 - قال ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجاله من أهل العلم أن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو صحيح: "إنه لم يقبض نبيّ قطّ حتى يرى مقعده في الجنة ثم يخيّر". قالت عائشة: فلما نزل برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورأسه على فخذي غشى عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: "اللهم الرفيق الأعلى". قالت عائشة: قلت: إذا لا يختارنا. قالت عائشة: وعرفت الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح في قوله "إنه لم يقبض نبيّ قطّ حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخيّر". قالت عائشة: "فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله: "اللهم الرفيق الأعلى""(16).
19 - عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى الني صلّى الله عليه وسلّم فقال: "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة"(19).
20 - عن أبي موسى قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علماً(20).
21 - عن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحداً أفصح من عائشة(21).
22 - عن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استعمله على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟
قال: "عائشة".
قلت: من الرجال؟
قال: "أبوها"(22).
23 - عن أنس قال: قيل يا رسول الله من أحبّ الناس إليك؟
قال: عائشة.
قيل: من الرجال؟
قال: أبوها(23).