عدد المساهمات : 176 نقاط : 440 واصل عملك دوما : 0 تاريخ التسجيل : 02/06/2010 الموقع : المدينة المنورة
موضوع: قصة النبي يحيى علية السلام الخميس يونيو 03, 2010 9:32 pm
هذه من قصص النبي يحيى عليه السلام التي اعجبتني كثيراً ، اتمنى ان تعجبكم ايضاً عن النبي قال: كان من زهد يحيى بن زكريا انه أتى بيت المقدس فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف وإذا هم خرقوا تراقيهم وسلكوا فيها السلاسل وشدوها إلى سواري المسجد. فلما نظر إلى ذلك، أتى إلى أمه، فقال: يا أماه انسجي لي مدرعة من شعر وبرنسا من صوف حتى آتي بيت المقدس فأعبد الله مع الأحبار والرهبان فقالت له أمه حتى يأذن نبي الله وأوامره في ذلك، فدخل بمقالة يحيى، فقال زكريا: يا بني ما يدعوك إلى هذا وإنما أنت صبي صغير؟ فقال له يا أبت أما رأيت من هو أصغر سنا مني قد ذاق الموت؟ قال بلى، ثم قال لأمه انسجي له مدرعة من شعر وبرنسا من صوف، ففعلت. فتدرع المدرعة على بدنه ووضع البرنس على رأسه، ثم اتى بيت المقدس فأقبل يعبد الله عز وجل مع الأحبار، حتى اكلت مدرعة الشعر لحمه. فنظر ذات يوم إلى ما قد نحل من جسمه، فبكى، فأوحى الله تعالى: يا يحيى أتبكي مما قد نحل من جسمك، وعزتي وجلالي لو اطلعت على النار إطلاعة، لتدرعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج، فبكى حتى اكلت الدموع لحم خديه، وبدا للناظرين أضراسه. فبلغ ذلك أمه، فدخلت عليه وأقبل زكريا واجتمع الأحبار والرهبان فأخبروه بذهاب لحم خديه، فقال ما شعرت بذلك، فقال زكريا: يا بني ما يدعوك إلى هذا انما سألت ربي ان يهبك لي لتقر بك عيني؟ قال أنت امرتني بذلك يا أبة، قال ومتى ذلك يا بني؟ قال: الست القائل: ان بين الجنة والنار لعقبة لا يجوزها إلا البكاؤون من خشية الله؟ قال بلى، فجد واجتهد وشأنك غير شأني. فقام يحيى فنفض مدرعته، فأخذته أمه فقالت: أتأذن لي يا بني ان اتخذ لك قطعتي لبود يواريان أضراسك وينشفان دموعك؟ فقال لها: شأنك. فاتخذت له قطعتي لبود يوريان أضراسه وتنشفان دموعه، حتى ابتلتا من دموع عينيه، فحسر عن ذراعيه، ثم أخذهما فعصرهما فتحدر الدموع بين أصابعه. فنظر زكريا إلى ابنه والى دموع عينيه، فرفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم ان هذا ابني وهذه دموع عينيه وأنت أرحم الراحمين. وكان زكريا عليه السلام إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا وشمالا فان رأى يحيى لم يذكر جنة ولا نارا. فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل، واقبل يحيى قد لف رأسه بعباءة، فجلس في غمار الناس، والتفت زكريا يمينا وشمالا فلم ير يحيى، فأنشأ يقول: حدثني حبيبي جبرئيل عن الله تبارك وتعالى: ان في جهنم جبلا يقال له السكران في أصل ذلك الجبل واديا يقال له الغضبان، يغضب لغضب الرحمن تبارك وتعالى، في ذلك الوادي جب قامته مائة عام في ذلك الجب توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار وثياب من نار وسلاسل من نار وأغلال من نار. فرفع يحيى رأسه فقال: وا غفلتاه من السكران، ثم أقبل هائما على وجهه فقام زكريا من مجلسه ودخل على أم يحيى فقال لها: يا أم يحيى قومي فاطلبي يحيى فاني قد تخوفت ان لا نراه إلا وقد ذاق الموت، فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت بفتيان من بني إسرائيل فقالوا لها يا أم يحيى أين تريدين؟ قالت إن اطلب ولدي يحيى ذكرت النار بين يديه، فهام على وجهه. فمضت أم يحيى والفتية معها، حتى مرت براعي غنم، فقالت له: يا راعي هل رأيت شابا من صفته كذا وكذا؟ فقال لها لعلك تطلبين يحيى بن زكريا؟ قالت نعم ذاك ولدي، ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه، فقال اني تركته الساعة على عقبة ثنية كذا وكذا ناقعا على قدميه في الماء رافعا بصره إلى السماء يقول: وعزتك يا مولاي لا ذقت بارد الشراب حتى انظر إلى منزلتي منك. وأقبلت أمه، فلما رأته دنت منه فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها وهي تناشده بالله ان ينطلق معها إلى المنزل، فانطلق معها إلى المنزل. فقالت : هل لك ان تخلع مدرعة الشعر؟ وتلبس مدرعة الصوف فإنه ألين، ففعل، وطبخ له عدس فأكل واستوفى، فنام فذهب به النوم فلم يقم لصلاته. فنودي في منامه: يا يحيى بن زكريا أردت دارا خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري، فاستيقظ فقام فقال: يا رب أقلني عثرتي إلهي فو عزتك لا استظل بظل سوى بيت المقدس، وقال لامه: ناوليني مدرعة الشعر فقد علمت انكما ستورداني المهالك، فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به فقال لها زكريا: يا أم يحيى دعيه فان ولدي قد كشف عن قناع قلبه ولن ينتفع بالعيش. فقام يحيى فلبس مدرعته ووضع البرنس على رأسه، ثم اتى بيت المقدس فجعل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى كان من امره ما كان.